هل احب فى الله ... وهل ابغض فى الله؟؟؟؟سؤال ممزوج با الحبأحسست بنسمة رقيقة تلامس شغاف قلبي وتمنيت أن أكون أخو لكل مسلم ومسلمة فيالله نتبادل الحب فيه سبحانه وتعالى، فهذا والله حال المؤمن يسأل نفسهدائما ماذا أردت بسؤالى؟ماذا أرد بحديث نفسي؟هل أحب في الله ؟ هل أبغض في الله ؟نعلم جميعا أن الأخوة في الله نعمة الله المضاعفة في الدنيا والآخرة، فأعباء الدنيا كثيرة ،والمتاعب بها عظيمة،والفتن مهلكة، والإنسان وحده أضعف من أن يقف طويلا أمام هذه الشدائد..الله ابغض الله؟؟؟؟فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه ،والمسلم بحكم إيمانه بالله لا يحب إذا أحب إلا في الله،ولا يبغض إذا أبغض إلا في الله؛ لأنه لا يحب إلا ما أحب الله ورسوله،ولا يكره إلا ما يكره الله ورسوله، وتعالوا بنا نفصل الأمر كما ما هو ثواب الحب في الله؟يا الله... لو تعلموا مقدار ما تفيضه الأخوة عليك من خير وبر.. في الدنيا والآخرة...لما ترددت لحظة في مد جسور الأخوة مع كل مسلم ومسلمة على هذه الأرض.الله ابغض الله؟؟؟؟وصحيح أن المسلم يحب جميع عباد الله الصالحين،ويبغض جميع عباد الله الفاسقين،ولكن الفطرة تميل لاختصاص بعض الإخوان والأصدقاء بمزيد من المحبة والمودة، وقد علم الله - عز وجل -منها ذلك وأثابها عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن من عباد الله ناسا، ما هم بأنبياء ولا شهداء،يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله. قالوا:يا رسول فخبرنا : من هم؟قال : قوم تحابوا بروح الله، على غير أرحام بينهم،ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور،وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس،ولا يحزنون إذا حزن الناس .وقرأ "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "- المتحابون في الله كتلة من نور في يوم شديد الظلمة، آمنون في يوم الرعب العظيم وهذه واحدة .الله ابغض الله؟؟؟؟وقال صلى الله عليه وسلم:قال الله عز وجل "المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي"والثانية أن المتحابين يحميهم الله من حر يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله .قال صلى الله عليه وسلم: "حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي"والثالثة –ما أعظمها- تحقق محبة الله للعبدقال صلى الله عليه وسلم : "إن رجلا زار أخا له في الله، فأوجد الله له ملكا فقال أين تريد.؟قال: أريد أن أزور أخي فلانا.فقال: لحاجة لك عنده؟قال :لاقال: فبم .. قال : أحبه في الله .قال: فإن الله أرسلني إليك أخبرك بأنه يحبك لحبك إياه وقد أوجب لك الجنة" .الله ابغض الله؟؟؟؟وما أهنأ الرابعة فهي توجب الجنة بضمان الله عز وجل أرأيت ؟! .. ممكن أنتنال محبة الله وأمنه ورضاه بل ونضمن الجنة بحب صادق لأتقياء أمة محمد صلىالله عليه وسلم- إذن ما هو الحب في اللهمعنى الحب في الله : أن تكون المحبة خالصة لله لا يراد بها إلا وجههالكريم، حب خالٍ من أي غرض، خال من شوائب الدنيا ، حب لا يقوم على الإعجاببشخص لموهبة عظيمة أو هيئة جميلة أو حديث ممتع أو مصلحة قائمة، بل يقومعلى التقوى والصلاح، ويولد ويكبر في طريق الإيمان والإحسان، فبحب اللهورسوله نحب، وببغض الله ورسوله نبغض .الله ابغض الله؟؟؟؟وهذا يسلمنا لسؤال ثالث:كيف يحب المسلم أخاه في الله ؟أولا: صفات الاختيار1- عليه أن يختار من يستحق حبه فيختار بعين الله،يتحرى أن يكون من يختاره عاقلا غير أحمق،إذ قد يضر الأحمق صاحبه حيث يريد نفعه .2- حسن الخلق ، فيختار التقي ، لأن الفاسق لا يؤمن جانبه .3-معين على الطاعة بقوله وعمله وسمته فهو الجليس الصالح الذي حثنا الرسولالكريم على ملازمته، ويقال في الأثر: الجليس الصالح هو الذي ترتاح إليهنفسك، ويطمئن به فؤادك،وتنتعش به روحك .. تطرب لحديثه، وتنعم بمجالسته،وتسعد بصحبته .. إنه عدة في الرخاء، وزينة في الشدة،وبلسم للفؤاد، وراحة للنفس .وكما يقولون "من جالس جانس" ؛ لأن النفس تقتبس الخير أو الشر من الجلساء، ولهذا أمر الباري تبارك وتعالى بصحبة الصالحين ،قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) .وحذرنا من صحبة الفاسقين فوصف حال من يتخذهم أخلاء يوم القيامة ، فقال سبحانه: "ويوميعض الظالم على يديه يقول: ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا . ياويلتا ليتنيلم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطانللإنسان خذولا ).الله ابغض الله؟؟؟؟ثانيا : مراعاة حقوق الأخوةأن يقوم تجاه من يحب بحقوق الصداقة والأخوة، ليستبقي مودتهم في الدنيا والآخرة، وهذه الحقوق هي:1- أن يكون عونا لصاحبه يقضي حاجته ويتفقد أحواله ويؤثره على نفسه .2- أن يكف عنه لسانه إلا بخير، فلا يذكر له عيبا في غيبته أو حضوره، ولا يكشف أسراره.3- أن يعطيه من لسانه ما يحبه منه، ويدعوه بأحب أسمائه إليه، وينصحه سراولا يفضحه ، كما قال الإمام الشافعي - رحمه الله - : من وعظ أخاه سرا فقدنصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه .4- أن يعفو عن زلاته ويتغاضى عن هفواته، فيستر عيوبه ويحسن به ظنونه .5- أن يفي له في الأخوة؛ فيثبت عليها ويديم عهدها؛ لأن قطعها يحبط أجرها .6- أن لا يكلفه ما يشق عليه ولا يحمله ما لا يرتاح له .7- ألا يتكلف ولا يتحفظ معه، فقد قال أحد الصالحين : من سقطت كلفته؛ دامت مودته".8- أن يخبره أنه يحبه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه" .9- أن يفعل ما أجمله الأثر "من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم،ووعدهم فلم يخلفهم، فهم ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته ، ووجبت أخوته"."حق المؤمن على أخيه أن يبين له الحق إذا احتاجه،ويشد عزمه إذا أصاب، وأن يشكر له إذا أحسن، ويذكره إذا نسي، ويرشده إذاذل، و يصحح له إذا أخطأ، ولا يجامله في الحق، ولا يسايره على الباطل،ويكون له هاديا ودليلا ومعينا وأمينا .10- أن يدعو له ولأهله ... يدعو له حاضر أوغائبا، حيا أو ميتا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة آمين، ولك بمثلٍ".وقد قال أحد الصالحين : "إن أهل الرجل إذا مات يقسمون ميراثه ويتمتعون بما خلف،والأخ الصالح ينفرد بالحزن مهتما بما قدم أخوه وما صار إليه، يدعو له في ظلمة الليل ويستغفر له وهو تحت الثري" .واعلموا يا اخواتى أنه إذا نشأت صداقة لله فلن تبقى إلا بطاعته، ولن تزكوإلا ببعد الصديقين معا عن النفاق والفساد، فإذا تسربت المعصية إلى أحدهماتغيرت القلوب وذهب الحب.ففي الحديث "...والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما"الله ابغض الله؟؟؟؟وعن أبي الدر داء أنه قال: حذر امرؤ أن تبغضه قلوب المؤمنين من حيث لايشعر ثم قال أتدري ما هذا.؟ قلت لا قال: عبد يخلو بمعاصي الله عز وجلفيلقى الله بغضه في قلوب المؤمنين "من أجل ذلك كان الرجلان من أصحاب رسول الله إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأأحدهما على الآخر سورة العصر ثم يسلم أحدهما على الآخر .. لقد كانايتعاهدان على الإيمان والصلاح ... يتعاهدان على التواصي بالحق والتواصيبالصبر...الله ابغض الله؟؟؟؟1.فهل للحب في الله دلائل وعلامات؟2.نعمأولها : أن يستشعر المؤمن روح الإيمان الحي من المشاعر الرقيقة التي يكنها المسلم لإخوانه حتى إنه ليحيا مهم ، وبهم.ثانيها: أن يشعر أن عاطفته يحكمها سلطان العقيدة وعلامة ذلك أنه يجد فيقلبه حبا عظيما لكل تقي نقي صالح، حتى وإن لم يره أو لم يكن في زمانهأصلا، فعن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله : الرجل يحب القوم ولا يستطيع أنيعمل عملهم؟ قال: أنت يا أبا ذر مع من أحببت .وأنشأ الإمام الشافعي ضاربا مثلا جميلا للحب في الله:أحب الصالحين ولست منهم لعلي أنال بهم شفاعةوأبغض من تجارته المعاصي ولو كنا سواء في البضاعةثالثها: الإحساس والشعور بالأخوة :فيشعر الأخ بالتألم والحزن لما يصيب أخاه من ألم ونصب، وهذا مصداق قولرسول الله صلى الله عليه وسلم :"مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهمكمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".رابعها: سلامة الصدر :فيحافظ على سلامة صدره تجاه إخوانه، فيحيا ناصع الصفحة، قلبه مشرق فياض،فالأخوة الحقة هي التي تقوم على عواطف الحب والود والتعاون المتبادلوالمجاملات الرقيقة، بل هي كما وصفها القرآن:( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) .وقد يتبادر لأذهاننا سؤال: وماذا عن من تهفوا إليهم قلوبنا، وتميل إليهم أرواحنا، ونرى في أعمالهم معاصي وذلات وبعدا عن طريق الله؟إن من ارتكب معصية سرا أو علانية من المسلمين فليس علينا أن نقطع مودته تماما ونهمل أخوته،بل ننتظر توبته وأوبته، فإن أصر على ذنوبه فلنا أن نقاطعه وننبذه، أو نبقىعلى شيء من الود لإسداء النصيحة ومواصلة الموعظة رجاء أن يتوب، فيتوب اللهعليه .قال أبو الدرداء رضي الله عنه : إذا تغير أخوك وحال عما كان عليه ، فلا تدعه لذلك فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم أخرى.وسؤالك الأخير :هل الأمر سهل التحقيق أم أنه يقتصر على أهل الإيمان فقط ؟وهل يتحراه سوى أهل الإيمان؟هل يحب في الله ويبغض في الله إلا من يحب الله ويمتلئ قلبه بالإيمان به؟فتعلموا أن العلاقة بين الإيمان والحب في الله علاقة طردية متلازمة، فإذا وجد الإيمان كان الحب في الله والبغض فيه .وإن كان هناك حب في الله وجد المسلم حلاوة الإيمان في جوفه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان وطعمه:أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ..وأن يحب في الله ويبغض في الله ..وأن توقد نار عظيمة فيقع فيها أحب إليه من أن يشرك بالله شيئا" .وقال صلى الله عليه وسلم : إن أوسط عرى الإيمان أن تحب في الله، وتبغض في الله،أرأيت حين تعقد عقدة ويحكم شدها كيف تكون متينة ثابتة،فإن أحببت في الله المؤمنين وأبغضت في الله الفاسقين،فذلك أشد وأوثق رابطة محكمة ثابتة في إيمانك.ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا:"من أحب لله،وأبغض وأعطى لله ، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان" .الله ابغض الله؟؟؟؟والمسلم إذا رسخ في فؤاده اليقين، وخالطت بشاشة الإيمان قلبه، وأحس بحلاوته في مذاقه،تراه ينظر لمن حوله بعين الله،فهو يحب لمبدأ ويكره لمبدأ،يحب ما يحبه الله ويكره ما يكرهه الله .الله ابغض الله؟؟؟؟فاستعينوا بالله وجاهدوا فيه لترتقوا بإيمانكم وتعرفوا الله حق المعرفة حتى تصلوا لمحبته سبحانه ،فتقطفوا ثمرة الحب في الله التي من شأنها سعادة الدنيا والآخرة..ورددوا دعاء داوود عليه السلام :اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك،والعمل الذي يبلغني حبك.اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد على الظمأ.واحفظوا دعاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم "اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك " .واجعلوا لي نصيبا من صالح دعائكم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]