ثار فلاح على صديقه وقذفه بكلمة جارحة .. وما إن عاد إلى منزله، وهدأت أعصابه، بدأ يفكر باتزان: كيف خرجت هذه الكلمة من فمي؟! سأقوم وأعتذر لصديقي .. بالفعل عاد الفلاح إلى صديقه، وفي خجل شديد قال له: أنا آسف فقد خرجت هذه الكلمة عفوا مني ، سامحني .. فتقبل الصديق اعتذاره .. لكن .. عاد الفلاح ونفسه مُرّة ، كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمي ..! فالتقى بشيخ القرية واعترف بما ارتكب ، قائلا له : أريد يا شيخي أن تستريح نفسي ، وأكفر عن ذنبي اتجاه صديقي فإني غير مصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي .. قال له الشيخ : إذا أردت أن تستريح : إملأ جعبتك بريش الطيور، واعبر على كل بيوت القرية ، وضع ريشة أمام كل منزل . .. في طاعة كاملة نفـّذ الفلاح ما أشار إليه الشيخ ، ثم عاد إلى شيخه متهللاً .. فقال له الشيخ : الآن إذهب اجمع الريش من أمام الأبواب عاد الفلاح ليجمع الريش فوجد الرياح قد حملت الريش ، ولم يجد إلا القليل جدا أمام الأبواب ، فعاد حزينا..! عندئذ قال له الشيخ: كل كلمة تنطق بها أشبه بريشة تضعها أمام بيت أخيك، فما أسهل أن تفعل هذا ؟! لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك .. فاجمع الريش أو ..أمسك لسانك ***للتذكرة : " مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "[قـ : 18]و " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"صحيح