بســــ آللهـ آلرحمنـ آلرحيمـ ــــم آلـ ـسلآـم ـع ـلـكمـ ورحمهـ اللـ ـه وـبـركآتـ ـهآللــــ صلــ على مـحــمـــد ــــهــمالعاطفة والعقل في التعامل مع الاخرين "عند تعاملك مع الناسفعليك أن تجمع بين العقل والعاطفة في آن واحد..ولأننا ندرك تماما أن من الناس من هو عقلاني بالفطرةفهو يتعامل مع الأمور والوقائع بعقلانية ( حرفية) والبعض الآخر على النقيض فهو في كل تحركاته وسكناته عاطفي التوجه والميول.. لكن في نظري انه اذا كان المزج بين هذين السلوكين ضروريفي حياة الانسان واستقراره النفسي الا ان ضرورته في تعاملهمع الناس أشد وتواجده في العلاقات الانسانية أكثر أهمية. ولأن الانسان مجموعة من العواطفولوجود درجات متفاوتة بين الناس في الوجدانيات كان لأهميةاستحضار هذا المعنى حال التعامل مع الناس مهم جدا فمن يغفلهذا الجانب فهو يفوت على نفسه فرصا عظمى للأستحواذ على قلوب الناس بل وعقولهم ومن يفوت هذا المعنى أيضا فهو يخسرالذوق والروعة الكلامية وانتقاء المفردات التي تأخذ بالعقل.. فحتى لو كان من يقابلك ممن يتعامل مع الاشياء بعقلانية وموضوعية الا ان مفتاح العقول هي القلوب .. فمتى قبل القلب فإنه الملك وبقية الأعضاء والجوارح جنود منقادون له منفذون لطلبه.. ولهذا حين نتأمل سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلامنجد العجب العجاب نرى انه تعامل مع شخصيات متعددة فهذا حليم وهذا حاد الطبع وهذا شديد في الحق وهذا ذو أناة وذاك أعرابي ....الخ ومع هذا نجد انه عليه الصلاة والسلام كان آسرا بأسلوبهساحرا في تعامله حيث كان يعرف مفتاح كل شخصيةوما يناسبه من القول والفعل ومن ثم يستوعبه ويؤثر فيه .وبخلاف هذا نجد من كان يغفل عن هذا المعنى يقع في كثيرمن الأخطاء فهو ان كان عاطفياً صرفا فهو سيقع فخاً لعواطفهفالعقل سياج للقلب المتقلب.. ! وان كان عقلانياً صرفاً فهوسيجد صعوبة في فهم فلسفة التواصل الانساني..!!فكل تواصل بينك وبين الآخر فهو يمر بسلسة من التصورات ..ومزيج من الكلمات وخطئ واحد منك يجعلك تخسر هذا الشخص..إن التواصل بينك وبين الاخرين لا يعتمد على من تكون انت فقط! فمعرفتك بنفسك ومعرفتك بضرورة إستحضار العقل والعاطفة لا يكفي أحياناً بل لابد من معرفة الآخرين وسلوكهم وتصوراتهم وذلك حسب الدراية التي تكتسبها من خلال احتكاكك بالناس ولهذا نرى من الناسمن اذا جلس مع شخص جلسة او جلستين فهو يفهمه ويعرف ميوله وفكره وخيالاته حتى لو لم يعش معه وبالتالي يعرف مفاتيحعقله واستراتيجياته في الاستجابة للأشياء والبعض الآخرقد يدرك مفتاح شخصية الآخرين لكنه يفشل في التواصل معهمبالاسلوب والكلام والفكر والبعض يحسن التواصل لكن لا يدريبأية شيء يتواصل ولا المنطق الذي يحسن ولا يحسن.. علينا ان نتعلم لغة التواصلمع الاخرين وأن ندرك انهم مجموعة من المشاعر والافكار ..!!تختلف عن مشاعرنا وأفكارناولها خصوصيتها ونمطيتها وشفرتها الخاصةولا نعجل بالحكم على الناس ولا نجعل الظنون تقودنا في كل حال بل لندع للفكر مساحة يتحرك فيها ومن يعود نفسه ..على المرونة في التعامل مع الاخرين وحسن التعايش معهم فهو أقدر على احداث التغيير في نفوسهم وقلوبهم وعقولهم .