[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




يستعد الميلان لمواجهة برشلونة في قمة مباريات دور المجموعات لدوري الأبطال، مباراة لن تؤثر على صعود الفريقين للدور التالي كونه حُسم بالفعل ولكن التأثير سيكون على ترتيب المجموعة وهو ما سيلعب دورًا بارزًا في مدى صعوبة قُرعة دور الـ16 للطرفين.


برشلونة يتصدر المجموعة حاليًا برصيد 10 نقاط مقابل 8 للميلان وبالتالي يكفي الأول التعادل لضمان الصدارة فيما يحتاج الثاني للفوز فقط مع ضمان الفوز في المباراة الأخيرة للطرفين طبعًا .. حديثنا اليوم عن الروسونيري والطريقة الأفضل الذي يجب انتهاجها لمواجهة الضيف الكتالوني والحديث سيكون عبر عدة محاور:

الإعداد الذهني

استعداد الميلان للمباراة يجب أن يبدأ مما قبلها، وأقصد هنا الإعداد الذهني والنفسي للاعبين لأن نقطة قوة كبيرة يعتمد عليها البارسا في مبارياته هو خوف الجميع منه واقتناع 90% من الأندية أن الخسارة أمام زملاء ليونيل ميسي هي الأمر الطبيعي والذي لن يُزعج أحد .. لذا يجب على أليجري أن يُعد لاعبيه بالطريقة التي يُقنعهم بها أن البارسا فريق كرة قدم من 11 لاعب يُمكن هزيمته وأن خسارة الميلان أمامه كارثية وليست عادية، وباعتقادي أن هذا هو الوضع في الميلانيلو حاليًا لأن شخصية الميلان الأوروبية تمتاز بفرض الهيبة والاحترام على المنافس ولذا من الصعب أن تُصبح الصورة عكسية حتى لو كان المنافس هو أفضل فرق العالم في السنوات الأخيرة.

ذلك الإعداد الذهني سينعكس على الملعب فنيًا، لأن الخوف من البارسا أو لنقل المبالغة في احترامه تُجبر اللاعبين على دخول الملعب بالوضعية الدفاعية وترك المساحة للبارسا والعمل فقط على تقليل هجماتهم على المرمى مع الخوف من مجرد التفكير بالهجوم وترك المساحات وتفكيك ذلك الجدار الدفاعي خوفًا من تحركات تشافي وميسي والبقية ... ذلك يُريح جدًا برشلونة ويسمح له بالاستحواذ الطويل على الكرة لأنه يُبعد عنه الضغط الدفاعي المبكر من المنافس بجانب أنه يُريح دفاعه كثيرًا بل يُجبره على التقدم للعب الأدوار الهجومية.

أما حدوث العكس، يعني ما حدث في مباراة الكامب نو خلال سبتمبر الماضي .. أي أن الميلان سيدخل اللقاء بعقلية واثقة وهجومية تترجم على أرض الملعب بالضغط القوي والمبكر على المنافس والهجوم بمجرد استخلاص الكرة وقد رأينا أن ذلك حدث في الكامب نو حين ضغط الفريق وتمكن من استخلاص الكرة أكثر من مرة وسجل هدف وأضاع هدفين حتى خرج بواتينج وهنا انهارت منظومة الضغط المبكر للفريق وكانت النتيجة ما تم خلال بقية اللقاء.

التشكيل الأفضل

حراسة المرمى: لا خلاف على وجود أبياتي هنا.

الدفاع: تياجو سيلفا ونيستا وأباتي متواجدون بالتأكيد، يبقى الخلاف على الظهير الأيسر والأفضلية هنا لخبرة وقدرات زامبروتا المتزنة وأعتقد أنه سيبدأ إلا أن لم يكن جاهزًا تمامًا وبالتالي الكفة تميل لصالح أنتونيني ... تايو مستبعد لأن الجبهة اليُمنى للبارسا قوية هجوميًا ولذا أنت بحاجة لتأمين دفاعي قوي بجانب ترك الفرصة لأباتي بالتقدم للأمام والهجوم.

الوسط: فان بوميل سيلعب أمام الخط الخلفي بالتأكيد وهو مُفضل هنا على أمبروزيني لأنه الأفضل في هذا المركز كونه اعتاد اللعب به طويلًا، بجانب أنه يمتاز بالقدرة على التمركز السليم بما يؤهله لقطع التمريرات الكتالونية.
الثنائي أمامه، نوتشيرينو أحدهم طبعًا لقدراته الدفاعية والتكتيكية الواضحة ولكن يبقى الخيار الثاني بشكوك كبيرة بين أكويلاني وأمبروزيني وسيدورف ... وجود الثاني يعني أن الفريق سيلعب بأسلوب دفاعي مبالغ به ولا أميل لذلك ولا أتوقعه من أليجري خاصة أن ثقته بأمبروزيني تراجعت كثيرًا هذا الموسم، يبقى الخيار بين الهولندي والإيطالي .. الأول يُوفر خيارات تكتيكية ممتازة بجانب خبرة واسعة وثُقل مطلوب في مثل تلك المباريات ولكن في نفس الوقت سيؤدي لبطء كبير في الوسط وتقليل لقدراته البدنية والدفاعية، لذا أميل لخيار أكويلاني صاحب الأداء المتزن هجوميًا ودفاعيًا خاصة أن خبراته ليست بالسيئة.

الهجوم: إبراهيموفيتش سيعيش معركته الخاصة مع جوارديولا، بجانبه سيتواجد باتو على الأغلب خاصة بعد الأداء المميز له في مباراة الفيولا كما أن وجوده سيُضيف للهجوم السرعة والحيوية وكذلك اللمسة المهارية الإيجابية على المرمى .. كل هذا قد يمتلكه روبينهو الذي يمتاز بأنه يلعب منذ فترة ولكن البطة يمتاز عنه بالقدرة على التواجد داخل منطقة الجزاء ولعب دور المهاجم المتمركز بجانب نقطة مهمة هي معنوية وذهنية .. تلك تتمثل في أن دفاع البارسا يخاف باتو وبالتالي سيُشتت انتباههم بتواجده وسيُولوه اهتمام خاص بما يُخفف من الرقابة على إبرا أو سيُشتت تركيز الدفاع الكتالوني على اللاعبين.
في الخلف سيتواجد بواتينج بالتأكيد ولن يكون سيدورف رغم أنه يؤدي جيدًا هنا من حيث مهام صانع الألعاب خاصة التمرير السليم .. الغاني مُفضل لأن أليجري هنا لا يريد صانع ألعاب كلاسيكي بل لاعب يتحرك كثيرًا ويضغط مبكرًا على دفاع ووسط البارسا الدفاعي ويقتحم منطقة الجزاء ويعود لنصف ملعبه ويتواجد في الطرفين والعمق، باختصار لاعب يتحرك كثيرًا ويضغط بقوة ويمتلك أسلحة مزعجة هي التسديد والاختراق وتلك مهام لا يقوم بها الهولندي بمثل ما يفعل الغاني.

الاستراتيجية التكتيكية

الميلان عليه أن يلعب على تدمير نقاط قوة البارسا الأساسية والمتمثلة في الاستحواذ على الكرة والضغط المكثف على المنافس مع تبادل للمراكز وتمريرات قصيرة كثيرة مغلفة بمهارات فردية .. تدمير ذلك لا يكون سوى بالضغط المبكر على المنافس وفي كل مناطق الملعب لمنعه من اللعب ونقل الكرة بحرية ومن ثم مباغتته فورًا بالهجوم وقتما تُقطع الكرة خاصة باللعب في المساحات خلف الأظهرة المتقدمة واستغلال فارق السرعة والمهارة لصالح باتو وبواتينج وإبراهيموفيتش خاصة أن دفاع البارسا سيشد ارتباكًا واضحًا بغياب ألفيش وما يتلو ذلك من تواجد بويول في الجانب الأيمن وبالتالي تواجد ماسكيرانو في عمق الدفاع أو أبيدال مع ظهور ماكسويل في الجانب الأيسر ... مهما كانت الحلول هي ليست لصالح الدفاع الكتالوني وعلى الميلان أن يجعل ذلك الدفاع والوسط دومًا في حالة قلق من هجماته مما قد يدفعه لارتكاب الأخطاء أو على الأقل لا يجعله قادرًا على دعم الهجوم.

نقطة مهمة يجب أن يلعب عليها الميلان وهي الكرات الهوائية لكن بعيدًا عن الخط الخلفي حيث يمتاز بيكيه بقدرته على التعامل معها، أي أن تُمرر الكرة طوليًا في الوسط ليقفز إبراهيموفيتش ويُوجهها برأسه لأحد زملائه خاصة باتو أو بواتينج وهنا تبدأ الانطلاقة في الهجمة المرتدة لكن لاستغلال ذلك جيدًا يجب أن يتم الأمر بجماعية كبيرة وبرغبة أكيدة للتسجيل ... طبعًا التمريرات العرضية المتقنة لها دورها لكن بشرط تواجد لاعبين على الأقل داخل منطقة الجزاء حتى يتم الاستفادة منها جيدًا.

نقطة أخرى تتعلق بالكرات الثابتة، على الميلان ألا يمنح البارسا الكثير منها على حدود منطقة الجزاء كونها تُشكل خطورة كبيرة بوجود لاعبين يجيدون التسديد .. في نفس الوقت يجب محاولة أخذ أكبر عدد ممكن من الركلات الثابتة على حدود منطقة جزاء البارسا لأنها نقطة ضعف دفاعية كبيرة لديهم.

غياب إنيستا أراه مفيدًا جدًا للميلان لأنه اللاعب القادر على الانطلاق والاختراق والتمرير والتسديد والأخطر أنه يستطيع القيام بكل ذلك في لقطة واحدة أو هجمة واحدة مما يجعل توقع قراره صعبًا للغاية وذلك يُصعب كثيرًا من مهمة الدفاع المنافس خاصة لو كان لا يمتاز بالسرعة مثل دفاع الميلان ... تشافي يمتاز بالتمرير ولذا يُمكن السيطرة على خطورته من دفاع يمتاز بالقدرة والخبرة مثل الميلان خاصة بحُسن التمركز والتوقع والضغط المبكر عليه، وسيستفيد الميلان خلال اللقاء من غياب ألفيش وأدريانو لأن بذلك فقد البارسا نقطة قوة واضحة على الأطراف لتعويضها قد يلجأ جوارديولا لوضع ميسي في الطرف الأيمن وبيدرو في الأيسر مع تواجد فابريجاس خلف فيا في عمق الملعب.


أخيرًا أوضح أن المباراة لن تكون سهلة على الميلان بل صعبة للغاية خاصة معركة الوسط التي تميل كثيرًا الأفضلية بها لصالح البارسا فرديًا وجماعيًا بما يتطلب جهدًا كبيرًا من وسط الميلان للصمود خلالها، الميلان يمتلك نقطتي قوة هما الدفاع الممتاز والهجوم الشرس وعليه استغلال الأخيرة جيدًا ليخرج من المباراة بما يريد.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]