هل فكرت يوماً في دخول المستشفى طواعية وتأملت في غرف المرضى وحال أهلها ؟!هل دخلت يوماً إلى غرفة العمليات استغرقت لحظتها الرهيبة ؟!هل عشت ساعات عصيبة في غرفة الإنعاش مع رجل يقارع الموت ؟!هل جربت المكوث يوماً في قسم الطوارئ والإسعافات لترى عجائب مقادير الله في خلقه ؟!إذاً ضع يدك في يدنا لندخل هذا العالم الغريب ! ..الطبيب الداعية : عبد الله بن أحمد العثمان استشاري وأستاذ مشارك جراحة العظام وممثل المملكة في كبرى جمعيات العظام العالمية يروي لنا قصصا طبية :( ولنبلونكم بشي من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )حكم المنيّة في البريّة جـاري *** ما هـذه الدنيـا بـدار قـرارِ اقضوا مآربكم سراعـاً إنمـا *** أعماركم سفر مـن الأسفـارِ وتراكضوا خيل السباق وبادروا *** أن تُستـرد فإنهـن عــوار ودعوا الإقامة تحت ظل زائـلٍ *** أنتم على سفر بهـذي الـدارِ في غرفة الطوارئمريضأصيب في حادث سيارة .. الحادث كان شنيع جداً أدى إلى إغماء شديدة وتوقفالقلب والرئتين .. فبدؤوا الأطباء بإنعاش هذا الولد الشاب بكل ما يستطيعونمن جهد إنعاش القلب والرئتين ، الصعق الكهربائي ، إعطائه الأدوية يريدونقلبه يتحرك ولو نبضة واحدة ولكن لا يوجد شيئا سبحان الله العظيم .. قدرالله سبحانه وتعالى له الوفاة .. فبعد ثلاثين دقيقة وكان لدي معرفةالأطباء يستمرون فترة معينة حتى يشير إليهم المسؤول عن الإنعاش بالتوقفحتى ما يؤذون الميت وإن كانت فيه حياة تكون واضحة ببعض العلامات .. توفيهذا الشاب بذلك الحادث الفظيع فبدؤوا البحث عن هوية ذلك الشاب حتى يعرفونمن هو ؟! وكيف يتصلون على أهله ؟! يخبرون ما حوله حتى يأخذوا ذلك الشاببعد أن توفاه الله سبحانه وتعالى .. فوجدوا اسمه وبطاقة عنده xxx بطاقةالأحوال xxx وعرفوا عن طريق البدالة رقم والده .. الطبيب المصريالمعالج حقيقة كان متحرك في الاتصال بوالديه لإخبارهم لما حصل لابنهمفأعطى زميلنا التلفون وقال له : لو سمحت اتصل فيهم وأنت سعودي وتستطيعالتفاهم مع أبناء جلدتك وقل لهم ما حصل ..يقول زميلنا : فاتصلتبوالده .. رد والده أنت فلان قال نعم . قلت ولدك فلان ابن فلان قال نعم .قال حصل له حادث سيارة بسيط وهو الآن منوّم في المستشفى وفي العنايةالمركزة فهو يريدك تأتي حتى تنظر إليه .. ففجع الوالد: هاه ماذا حصل ؟!عساه بخير وو ؟! قلت له ما صار له شيئا لكن أنت تعال للمستشفى وان شاءالله تعرف مقدار الحادث وغيره وان شاء الله إن الأمر كله خير بس أنت تعال.. و حقيقة هذه طريقة مناسبة حتى ما يُفجع الوالد أو الأهل بما يحصل لهممن حوادث أو من مصائب .. أتى الأب على عجل يا إخوة وفي عينه دموعلا تنقطع .. فقد رأينا سابقا حوادث كثرة لسيارات ورأينا والدين أم وأبيحضرون إلى الطوارئ وحتى بعد علمهم بوقع المصيبة والوفاة يبكون لكن ليستبهذه الكمية من الدموع والبكاء وأيضا إلى الآن بعد ما يعرف هل هو مات أولا ! دموع وبكاء ونحيب أين ولدي ؟ أين العناية المركزة ؟ أين الدكتور فلانالذي أخبرنا عن ولدي ؟ .. فجاء الدكتور حاول يطمئنه يذكره بالله قبل أنيذهب به إلى ابنه.. ولكن أبداً هو في بكاء شديد جداً ونحيب فأسمع منهكلمات وتمتمات : ولدي الوحيد على 7 بنات ولدي الوحيد الذي كنت أتمناه على7 بنات اللهم لك الحمد يا رب اللهم لك يا رب ولدي الوحيد على 7 بناتويرددها.. فيقول الدكتور فسيحان الله العظيم اختار الله ولده على 7 بناتوجئت فجلسته على الكرسي في الطوارئ وجلست أذكره بالله أقرأ عليه بعضالأحاديث والآيات وهذا واجب كل طبيب مسلم في هذه المواقف أن يكون معد نفسهلأمثال هذه المواقف لأنه لا بد في يوم من الأيام تدريب أو أيام حياتهالطبية سوف يواجه بمثل هذه المصائب فلابد أن يدرب نفسه على تطمين الأهلتذكيرهم بالله سبحانه وتعالى عند وقوع المصائب و يفضل حقيقة حفظ آياتوأحاديث تذكر بعظم من يصبر ويحتسب عند وقوع المصيبة عند الوهلة الأولى .. يقولالطبيب : وفي هذه الأثناء وبعد مرور نصف ساعة والأب لا يستطيع الحراك مايستطيع أن يقف لأنه علم من كثرة كلام الطبيب أن الابن قد توفى أقول لهاذكر الله يا ابن الناس فيقول الحمد لله على كل حال لله ما أعطى ولله ماأخذ فهو يبكي بكاء وكلماته بسيطة جداً : اللهم لك الحمد والشكر يا رباللهم لك الحمد والشكر ولد على 7 بنات يقول هذه الكلمات التي كنت أسمعهامنه : كنت أتمنى أن ربي يضع فيك الصلاح ويضع فيك خلفة لي وأن تكون لي عضديوأن وأن .. ولكن لك الحمد يا رب لك الحمد يا رب ويرجع يشكر الله سبحانهوتعالى ويحمده على ما أصابه .. يقول الطبيب حتى أنا رقيت مع صوته أنا أبكيمعه ومتعاطف معه وفجأة انفتح باب الطوارئ ودخل شاب يافع طويل ينظر لذلكالرجل الكبير في السن في الطوارئ ويبكي والأب رفع نظره ونظر هذا الشابوقام يبكي وما استطاع أن يقف على رجليه ، والابن يقرب منه والأب يبكيوالابن يبكي يقول منظر عجيب جداً الجميع يبكون والأب ما يستطيع يقف رجولهما قدرت تحمله ! إلى أن جاءه ولده وانكبّ عليه وجعلوا يبكون مع بعض .. قلتما هي السالفة ؟! من هذا ؟! .. والأب يقول : ابن على 7 بنات الوحيد على 7بنات ويبكون وينظرون إلي .. يقول : وبعد أن هدأت العاصفة وهدأ البكاءوالنحيب وذلك الأب والابن : الحمد لله اللهم لك الحمد يا رب .. نطق الابنوقال : هذا يا والدي صاحب الخيام مستأجرين الخيام منه فقال أعطنا ضمان أنكبتجيب الخيام فأخذ مني بطاقة الأحوال فحطها في جيبه وخرج فيها وصار لهالحادث ولما فتشوا وجدوا بطاقة أحوال هذا فرفعوها فظنوا أنه هو المعنيبالوفاة أو بالحادث .. فاتصلوا وأخبروا الأب وهذا ما حصل .. فسبحانالله العظيم يعني ما كانت غلطة أحد ولا شي لكن هذا الذي حصل لكن كانت فيهاعبرة كبيرة جداً للجميع للأب صبره ودعاءه وحمداً لله سبحانه وتعالى ، كانفيه عبرة للابن أن الله سبحانه وتعالى أنعم عليه بحياة جديدة كما يقولونلعله وعسى بعدما علم ما حصل لصاحبه أو لصاحب الخيام أنه يتوب ويعود إلىالله سبحانه وتعالى ويذكره سبحانه وتعالى في كل صغيرة وفي كل كبيرة لعلهإن كان على معصية أن يتركها وإن كان على طاعة فليزداد من هذه الطاعات لأنالعمر قصير وما تدري كيف تأتيه المنية قد تأتي بين لحظات بسيطة جداً يعنيأقرب للإنسان من شراك نعله .. يقول العبرة لي أنا كطبيب يعني أني ما أتعجلوحتى أتحرّى وفي نفس الوقت دموع الوالدين أثرت فيني كثير جداً حتى أنيبدأت أنا أبكي وبدأت أتذكر أبنائي وأهلي وما أنعم الله سبحانه وتعالى بيمن نعمة الأولاد والأبناء الذي عندي يقول وسبحان الله العظيم أمور وخواطركثيرة جداً كانت تجول في خاطري من تلك الحادثة والله أعلم